الحمى النزفية مرض فيروسي معدي يصيب الحيوان والإنسان على حد سواء، ينتقل بين الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والماعز والجمال بواسطة حشرة القراد، ويمكن أن يصيب الإنسان من خلال عضة القراد أو ملامسة لحوم أو دماء الحيوانات المصابة، ويمكن أيضاً أن يتناقل العدوى من إنسان إلى آخر بملامسة سوائل الشخص المصاب.
60 -80 في المائة من الحيوانات المصابة لا تعاني من أعراض، لكنها تسبب الحمى والصداع والخمول والنزف وفشل الأعضاء عند إصابة الإنسان وتكون قاتلة بنسبة 15-40 %، ولا يوجد لحد الآن دواء أو لقاح ناجح للحمى النزفية.
يعود تاريخ أول إصابة في العراق إلى عام 1979 في مستشفى اليرموك في بغداد حيث توفيت بسببها امرأة حامل وتوفي بعدها بأيام طبيبها المعالج وبعض الطاقم الصحي الملامس لها.
منذ ذلك الحين سجلت حالات متفرقة سنويا في أماكن متعددة من العراق، لكنها تفاقمت في عام 2022 حيث بلغت الإصابات المؤكدة 219 إصابة وبلغت نسبة الوفيات 16%
أغلب الحالات المسجلة في محافظات ذي قار وميسان وواسط والبصرة، وعادت الإصابات مجددا للظهور في ربيع 2023 في نفس المحافظات بشكل أشد.
يعود السبب في زيادة الإصابات الى توقف حملات مكافحة القراد خلال فترة الحظر في جائحة كوفيد 19 عامي 2020 و 2021 وكذلك الى زيادة ظاهرة تهريب الأغنام بشكل غير قانوني من ايران التي تعتبر مع تركيا مناطق مستوطنة بالحمى النزفية.
إن ضعف إجراءات مكافحة القراد مع انتشار ظاهرة الرعي والذبح العشوائي داخل المدن والأحياء السكنية عوامل خطر قد تؤدي إلى انتشار الحمى النزفية بشكل خطير في جنوب العراق، مما يستدعي إجراءات سريعة وفاعلة في إزالة عوامل الخطر.
افتتاحية العدد (16) لمجلة (سلامتك) التي يترأس تحريرها الدكتور ضرغام الأجودي وتعنى بالصحة العامة.