من تأليف الأجودي … قراءة في كتاب (حكايات جدتي) خلال جلسة لأطفال يابانيين

سعدي السند – الصباح الجديد عقدت أكبر مكتبة يابانية للأطفال في طوكيو جلسة قصصية لعدد من الأطفال اليابانيين، تضمنت قراءة في كتاب (حكايات جدتي) لمؤلفها الدكتور ضرغام الأجودي، وهو طبيب وأديب وباحث عراقي من محافظة البصـرة، حاصل على شهادة الدكتوراه في طب الأطفال، ومن المهتمين بأدب الطفل والكتابة للأطفال. وقال الأجودي في حديثٍ خصّ به (الصباح الجديد) إن “السيدة ساؤلي كاتاغيري، وهي من الكادر المشرف على مكتبة الطفل العالمية اليابانية، بعثت بمجموعة من الصور الخاصة بالندوة مع كلماتٍ تضمنت فقرات من محاضرة القتها خلال الندوة، وأشارت فيها بأنها تضمنت كلاماً عن العلاقات العراقية اليابانية، مع أمثلةٍ تخص الكلمات اليابانية ذات الجذور العربية، إضافة الى عرض صور تضمنتها قصص (حكايات جدتي)، وقراءة القصص، وأيضاً قراءة مقدمة كتاب (البصرة … الماضي والحاضر)”. وكان الأجودي كتب مقدمة هذا الكتاب الذي أعده أحد الأكاديميين اليابانيين، وصدر باللغة اليابانية. وبيّن الأجودي أن “قصص (حكايات جدتي) قد وصلت الى المكتبة الأكبر في طوكيو الخاصة بالطفل، حيث تم اهداؤها للمكتبة مع مجموعة من القصص والمجلات العراقية الخاصة بالطفل، وهي آخر دفعة وصلت للمكتبة بعد 43 سنة على الدفعة الأولى التي وصلتها من العراق في عام 1979”. وأضاف الأجودي أن “المسؤولين في المكتبة الخاصة بالطفل، وبعد أن تعرفوا على كتب الأطفال المهداة لهم، قرروا ترجمة عدد منها الى اللغة اليابانية، ومنها (حكايات جدتي)، فقد وجدوا أصالة ورصانة في مواضيعها، علاوة على أهميتها في عكس ثقافة الطفل العراقي، لاسيما وانها مستوحاة من التراث الشعبي العراقي، وتحمل مضامين أخلاقية وتربوية هادفة”. وعن تجربة كتابة السلسلة القصصية أفاد الأجودي بأن “ما سمعته من جدّتي لأمي من حكايات مشوقة الأحداث وعميقة المضامين قمت بتدوينها، وهي بدورها ورثتها من آبائها، والكتابة كانت محاولة مني لتدوين جزء من هذا التراث الزاخر بالمعرفة والأدب والحكمة، والحفاظ عليه من الضياع، ليستفيد منه النشء الجديد، ويحمله الى العالم”، مضيفاً أن “الحكايات يمكن الاستماع لتسجيلها الصوتي من خلال روابط موجودة في الصفحة الاخيرة من (حكايات جدتي)، وهي كما قلنا عشر قصص، وهي (التايه رايه)، و(الكلمات الذهبية)، و(حمدة الفتاة الشجاعة)، و(بربخ)، و(البقرة الشجاعة)، و (انصيص اصيبع)، و(حمقان)، و(ريمبا)، و(ضاع الابتر بين البتران)، و(لطيف وخفيف)، وفي نهاية كل قصة كتبت الدروس المستفادة منها، وأنا على يقين أن الأطفال اليابانيين وجدوا في القصص متعة مميزة مع انسجام كبير بالتراث الشعبي العراقي”. جدير بالذكر أن سلسلة (حكايات جدتي) كانت تُرجمت الى اللغة الأنكليزية، وهي تقع في 164 صفحة، وكلها مستمدة من التراث الشعبي العراقي، حيث يمتاز العراق بغزارة وعمق و أصالة تراثه الشعبي، وهذا ليس غريباً على بلد مثل العراق له حضارة عمقها أكثر من سبعة آلاف سنة، كان خلالها مصدر إشعاع فكري للعالم، لاسيما من ناحية غزارة النتاج الأدبي، ففي العراق ظهرت أولى الحضارات، واكتشفت الكتابة، وظهرت أولى المدارس والجامعات، ويقف العالم مدهوشاً أمام ملحمة كلكامش وروعتها الأدبية وعمق مضامينها الإنسانية، ولا ننسى النتاج الفكري في العصور الاسلامية، مثل قصص (ألف ليلة وليلة)، و (مقامات الحريري)، و (حكايات جحا)، و (مغامرات السندباد البحري)، وغيرها الكثير، ولاشك أن شعباً يمتلك كل هذا العمق يكون له تراث شعبي مميز بل متفوق على نتاجات باقي الشعوب.   نشرت هذه المادة الصحفية في العدد (4958) من جريدة الصباح الجديد الصادر في (22 آب 2022).

[learn_press_profile]

زر الذهاب إلى الأعلى