عامان من الصراع ضد التزييف

عامان من عمرها أكملت مجلة سلامتك، ودخلت عامها الثالث مكللة بالنجاح والتميز والتفرد بالإبداع، وانتشرت في عموم العراق، بل وخارجه أيضاً، وبلغت نسخها الورقية ثلاثون ألف نسخة، وأضعاف هذا العدد من نسختها الالكترونية.

كل هذا حدث في ظروف استثنائية يمرُّ بها العالم بعد اجتياح (كوفيد 19) غير المسبوق، مسبباً مشاكلاً صحية واقتصادية واجتماعية ونفسية متفاقمة في جميع البلدان، ويرافقها في بلدنا أزمة كبيرة أخرى ربما تكون أكبر من غيرها أزهقت الكثير من الأرواح، وهي أزمة الجهل بالثقافة الصحية بين مختلف شرائح المجتمع بمختلف مستوياتها التعلمية والثقافية.

ففي بلدنا المواطن يصدق ويتبع المعلومات الصحية المزيفة بدون تردد أو تفكير فهو يستقبل وينشر البصمات الصوتية المجهولة والرسائل والمنشورات المزيفة في وسائل التزييف الاجتماعي لأشخاص لا يعرفهم ويترك تعليمات الأطباء والعلماء والمؤسسات العلمية والصحية المحلية والعالمية ويستعيض عن المؤسسات العلمية الرصينة بالدجالين والمخادعين.

ولم تقف أزمتنا عند هذا الحد، بل فاقمتها القنوات الفضائية التجارية التي يملكها بعض الأميّين ويرتزق منها أنصاف المتعلمين منتحلين لصفة الإعلاميين حين تروج هذه القنوات لمثيري الفتن وتفتح أبوابها على مصراعيها لهم وللأخبار المزيفة.

حتى وصل الأمر إلى بعض الناس إالى تناول أعشاب يصفها لهم طبيب بيطري يعادي الطب واللقاحات وكأننا في حضيرة، أو يقوم بعضهم بدفع مبالغ طائلة للحصول على بطاقة تلقيح مزورة بدلاً من أخذ اللقاح المجاني الذي يحميه!

عامان خاضتها مجلة سلامتك في صراع مع التزييف والتجهيل محاولةً نشر المعرفة والحقيقة بكل بسالة وحزم ورصانة نابعة من سبق النظر واستشراف المستقبل للجمعية العراقية للبحوث والدراسات الطبية حين قرات الواقع بدقة قبل ثلاث سنوات وشخصت ضعف وتخلف الثقافة الصحية للمجتمع بمختلف طبقاته فأصدرت الجمعية مجلة سلامتك لتكون مصباح ينير ظلام الجهل، ويأخذ بيد الناس نحو نور المعرفة.

زر الذهاب إلى الأعلى