قدم الدكتور ضرغام الأجودي الأديب والباحث المترجم الياباني اتسومو أوكادا لعشرات المثقفين البصريين خلال استضافته في ملتقى جيكور الثقافي للحديث عن تجربته مع المجتمع العراقي منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي، فضلاً عن تجاربه في مجالي الترجمة والتأليف.
وضمن سياق تقديمه قال الأجودي في بداية الجلسة إن “المحتفى به قام بتأليف كتاب عن البصرة يقع في (١٤٤) صفحة، ويتناول الأدوار الحضارية والثقافية للمدينة، فضلاً عن التعريف بأهميتها الاستراتيجية، ومكانتها الاقتصادية، وهو بمثابة دليل سياحي، إذ يلقي الضوء على أبرز معالم البصرة، وأهم مواقعها التاريخية والتراثية، والسمات المميزة لموروثها الفلكلوري”، مضيفاً أن “أوكادا جاء الى العراق للمرة الأولى في عام ١٩٨٣ لغرض العمل كمترجم لصالح إحدى الشركات، وأقام مع زوجته في مدينة الحرية الثانية في العاصمة بغداد، وتلك التجربة عكسها في روايته (الحرية الثانية) التي تتناول جوانب من الحياة في تلك المنطقة الشعبية، ومن ثم زار العراق مرات عديدة خلال التسعينات وبعد عام 2003”.
وفي معرض إجابته على أسئلة المشاركين في الجلسة أجرى أوكادا مقاربة بين الأوضاع التي كانت سائدة في اليابان بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية والأوضاع التي شهدها العراق بعد عام 2003، وكيف أثرت تلك الأحداث على الشعبين الياباني والعراقي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، كما أكد عدم معرفة معظم الشعب الياباني بحقيقة الأوضاع في العراق، وأن الرأي العام الياباني مازال يصور العراق كساحة حرب وصراعات ومنطقة شديدة الخطورة خلافاً للحقيقة، ولذلك ما زالت الحكومة اليابانية لا تنصح رعاياها بالسفر الى العراق.
جدير بالذكر أن اتسومو أوكادا يترأس منتدى الشرق الأوسط في جامعة طوكيو، وقد ترجم الى اليابانية كتاب (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) لعالم الاجتماع علي الوردي، كما ترجم كتاباً قيماً عن حياة وشهادة الإمام الحسين (عليه السلام) الى اليابانية، وفي العام الماضي أصدر أول كتاب باللغة اليابانية عن البصرة حمل عنوان (البصرة في الماضي والحاضر)، وقد راجعه وكتب مقدمته الدكتور ضرغام الأجودي.