تعزيزاً لأواصر التواصل مع ممثلي الطوائف المسيحية التقى الدكتور ضرغام الأجودي في مكتبه الرسمي بديوان محافظة البصرة بالمدبر البطريكي لأسقفية جنوب العراق الخور أسقف عماد البنا ومعاونه القس آرام صباح، وخلال اللقاء أبدى الأجودي اهتماماً شديداً بعدد من الطلبات التي قدمها الضيفان، وبصفته الرسمية نائباً لمحافظ البصرة وجه بالإسراع في ترميم كنيسة قديمة آيلة الى السقوط، كما عبّر عن مباركته وترحيبه بمساعي الأبرشية الكلدانية لتأسيس مركز محلي للحوار الديني يهدف الى تعزيز التعايش السلمي والحث على التقريب بين الأديان.
الأجـودي أهدى الى الضيفين قـصـة (سركيس يزور البصرة) التي أصدرهـا في العام الماضي، وهي تـشـجـع على الـتـعـايـش السلمي والمحبـة والألفـة بين الأطياف والمكونات الاجتماعية والدينية والمناطقية للشعب العراقي، وتجمعها في إطــار أسـرة واحـدة متماسكة ينعم فيها الجميع بالمحبة والسلام بلا كراهية أو تفرقة أو تعصب أو عنصرية، كما تصلح الـقـصـة لأن تكون دليلاً سياحياً للبـصـرة لما فيها من تفاصيل عن أشهر معالمها ومناطقها وشوارعها ورموزها.
القصة التي أخرجها فنياً حـيـدر حامــد، وأنجز رسوماتها الدكتـور وصفي الفضلي، تحكي عن فتى مسيحي من أهالي الـمـوصـل يسافر بالقطار الى الـبـصـرة لزيـارة خالته وقضاء العطلة الربيعية برفقة أبناء خالته، وخلال الزيارة تثير اعجابه الأماكن والأسواق التي يزورها، مثل بيوت الـشـنـاشـيـل التراثية في محلة نظران، وساحة الحريـة، والمدينة الرياضية، ومحمية الصافية في الأهـوار، وجبل سنام في ناحيـة سفوان، وشارع الفراهيدي الثقافة والكتاب.
جديـر بالذكر أن محافظة البصرة التي تتميز على مر تاريخها بثراء وتنوع مجتمعها دينياً ومذهبياً وعرقياً تقطنها في الحاضر مـئـات العائلات المسيحية، أكثرهـا من طائفة الكلدان، والـبـقـيــة من طـوائـف الأرمن والـسـريان الكاثوليك والـسـريـان الأرثوذكس والبروتستانت، ولكل طائفة كنيسة ومـقـبــرة خاصة بها، وجميـعهـم يمارسون طقوسهم الدينية بحرية تامة، كما شهدت البصرة في غضون العامين الماضيين افتتاح أول كنيسة جديدة فيها منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، فضلاً عن ترميم وإعادة افتتاح كنيستين.