شارك الدكتور ضرغام الأجودي بصفته الرسمية نائباً لمحافظ البصرة مع وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني وعدد من المسؤولين في الوزارة في افتتاح مكتبة متحف البصرة الحضاري، والتي تضم بعض المخطوطات النادرة وآلاف الكتب القيمة الموروثة من الأكاديمية البريطانية في بغداد الملغاة على خلفية حرب الخليج الثانية في عام 1991، حيث أغلقت الأكاديمية آنذاك، ونقلت كتبها الى السفارتين البريطانية والفرنسية لخزنها، وقبل أعوام قليلة حصلت محافظة البصرة على تلك الكتب بصيغة هدية مُقدمة الى متحف البصرة الحضاري.
وقال الأجودي إن “إفتتاح المكتبة يعد منجزاً ثقافياً مهماً، كما يمثل إضافة نوعية إلى متحف البصرة الحضاري تعزز من أهميته السياحية ومكانته الثقافية”، مضيفاً أن “بعض الكتب كانت متضررة بسبب قدمها وظروف خزنها، ولذلك ساعدت جامعة البصرة في صيانتها”.
جدير بالذكر أن مكتبة المتحف تحمل ذكرى الكاتبة الشهيرة أجاثا كريستي التي كانت خلال ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي تتردد باستمرار على مكتبة الأكاديمية البريطانية للقراءة والمطالعة برفقة زوجها عالم الآثار ماكس مالوان، خصوصاً وأن أكثر الكتب تعنى بالتاريخ والجغرافيا والحضارات الشرقية القديمة.
يشار الى أن أجاثا كريستي اتخذت من بعض مدن العراق فضاء مكانياً لعدد من أعمالها الأدبية، ومنها رواية “جريمة في بلاد الرافدين” الصادرة عام 1936، ورواية “لقاء في بغداد” الصادرة عام 1951، وفي هذه الرواية قادها خيالها الجامح الى جعل بغداد موقعاً لاجتماع سري وشيك لقادة الدول العظمى بعد الحرب العالمية الثانية، لكن هذه المعلومات تسربت إلى منظمة سرية تسعى إلى إحباط القمة، ثم تتوالى الأحداث المشوقة بوتيرة متصاعدة. وفي مذكراتها التي دونتها خلال وجودها في سوريا والعراق ونشرتها عام 1944 تحت عنوان “تعال قل لي كيف تعيش”، فقد سردت كثيراً من مشاهداتها وانطباعاتها والأحداث التي عاشت تفاصيلها، وبشعور يفيض بالشوق والحنين، اختتمت أجاثا مذكراتها بالقول “إني أعشق تلك البلاد الجميلة والخصبة وأناسها البسطاء الذين يعرفون كيف يضحكون، وكيف يستمتعون بالحياة، وكيف يكونون كسالى ومرحين، والذين يتمتعون بالكرامة والطباع الحسنة، وبكثير من روح المرح، والذين لا يمثل الموت بالنسبة إليهم حدثاً جللاً. أتمنى أن أعود إلى هناك، ولن تكون الأشياء التي أحببت قد رحلت عن هذه الأرض”.