بناء شخصية الطفل يتم من خلال عملية نسميها التربية والتي توجد لها عدة تعاريف لكنني أفضل تعريفها بأنها عملية تواصل معرفي متسلسلة وممنهجة يقوم بها المربي (الأم، الأب، المعلم، الخ) لتعديل سلوك الطفل واكسابه العديد من المهارات السلوكية.
لكن ما الهدف وما الغاية من تربية الطفل؟
في الحقيقة إن التربية الناجحة تستهدف بناء الانسان، ليكون قادراً على مواجهة الحياة، واجتياز العقبات والمصاعب بنجاح، والعيش بسعادة وراحة ضمير، وباستقلالية معتد بها، وعادة ما تكون التربية في مرحلة الطفولة المبكرة وما بعدها، ولتحقيق هذا الهدف لابد من زرع منظومة متكاملة ومتماسكة من القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة القويمة، مع فهم واع للحياة، الذي يمكن الطفل في مرحلة الطفولة والبلوغ من القيام بواجباته على أكمل وجه بشكل إيجابي دون الإضرار بالغير، سواء من البشـر أو الكائنات الأخرى.
فالتربية على القيم العليا والأخلاق الفاضلة والمهارات الحياتية وأساليب التواصل الفاعلة وقوة الشخصية وسمو النفس وعلو الهمة والتجرد من العلل النفسية الذميمة، بمجموعها كلها تمنح الفرد مفاتيح السعادة في الحياة والفلاح والنجاح في العمل، لذلك من الضـروري جدا زرع القيم في نفوس الطفل ومنحهم الثقة بأنفسهم.
هل يستقبل الطفل التربية؟
نعم بالتأكيد … فالطفل يمتلك رغبة جامحة للتعلم والاستكشاف، فهو فضولي بالطبع يريد أن يعرف ويكتشف ويجرب ويغامر ويخاطر.
إن ذكاء الطفل لا يقل عن ذكاء الكبار، بل أنه أسرع في التعلم والرصد والملاحظة، وأقدر على الحفظ وتسجيل المعلومات والمشاهدات، فهو يرصد ويتعلم من كل حركة وإشارة ولفتة أو إيماءة، فالطفل يتعلم الكلام واللغة والحركة والمشاعر وتصـرفات من خلال لغة الجسد التي يرصدها بدقة، ويتعلم الطفل السلوك والتصـرفات وتتشـرب في نفسه وسلوكه تدريجيا من خلال الملاحظة والمشاهدة، ولذلك إذا أردنا غرس قيم ومثل معينة في الطفل لابد من توفير القدوة العملية معززة بالقصص والحكايات التي تحرك خيال الطفل وتجعله يعيش في أجوائها وأحداثها، خصوصاً إذا كانت أحداثها تتسم بالغرابة، ولهذا دأب المختصون في أدب الطفل على صياغة القصص الخيالية والاسطورية لجعلها أكثر جاذبية، وجعلوا من القدوة المطلوبة بطلاً كي يقلده الطفل لا شعورياً وينقاد له بشكل كامل، وأوضح مثال على ذلك أدب الطفل في الولايات المتحدة الذي يركز على القصص الخيالية التي أبطالها خارقون، وذلك لفقر تراثهم وخلوه من الأبطال والحكايات التي يمكن التفاخر بها، لذلك اخترعوا سوبرمان وباتمان وسبايدر مان وغيرها، بينما يفيض التراث العراقي بألوف القصص الرائعة والحكايات الشيقة، ولا يخلوا العراق من الأبطال منذ 7000 سنة، فلا يوجد بلد ينجب أبطالاً مثل العراق، فتراثنا مليء بالقصص الرائعة التي تحتوي كل عوامل النجاح والتأثير وغنية بالعبر والقيم والمثل العليا، وقد قدم العراق للعالم خيرة الأبطال الذين مثلوا القمة في السمو والسلوك الإنساني والمبادئ الفاضلة، لكننا نحتاج إلى إعادة تقديم تراثنا وأبطالنا باسلوب معاصرة ومناسب للطفل.
لقد شرعت في تقديم كنوزنا الأدبية العظيمة للنشأ الجديد باسلوب مناسب ومشوق كمحاولة لردم الفجوة المعرفية بين الجيل الجديد والخزين المعرفي والأدبي الهائل لبلدنا، والاستفادة من ثرائنا الفكري والأدبي في بناء جيلنا الجديد من الأبطال، فالعراقي يولد بطلاً والأحداث هي التي تكشف بطولته.
قدمت سلسلة حكايات جدتي (10قصص) وحارسة الكتب وسركيس يزور البصرة وملحمة كلكامش، وكلها قصص رائعة تحتوي على كمية كبيرة من الحكم والعبر، التي تتسلل الى عقل الطفل وسلوكه بدون أن يشعر، ويكتسب من خلالها قيم إنسانية سامية، وقدرة ومهارات حياتية تجعله أكثر فاعلية واندفاع متعقل في الحياة.
لا بد من تفعيل تراثنا الأدبي الزاخر في بناء حاضرنا ومستقبلنا، وعدم إهمال هذه الكنوز الفكرية، فهي ثروة هائلة لا يملكها غيرنا.
أفضل تعريفها بأنها عملية تواصل معرفي متسلسلة وممنهجة يقوم بها المربي (الأم، الأب، المعلم، الخ) لتعديل سلوك الطفل واكسابه العديد من المهارات السلوكية.
لكن ما الهدف وما الغاية من تربية الطفل؟
في الحقيقة إن التربية الناجحة تستهدف بناء الانسان، ليكون قادراً على مواجهة الحياة، واجتياز العقبات والمصاعب بنجاح، والعيش بسعادة وراحة ضمير، وباستقلالية معتد بها، وعادة ما تكون التربية في مرحلة الطفولة المبكرة وما بعدها، ولتحقيق هذا الهدف لابد من زرع منظومة متكاملة ومتماسكة من القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة القويمة، مع فهم واع للحياة، الذي يمكن الطفل في مرحلة الطفولة والبلوغ من القيام بواجباته على أكمل وجه بشكل إيجابي دون الإضرار بالغير، سواء من البشـر أو الكائنات الأخرى.
فالتربية على القيم العليا والأخلاق الفاضلة والمهارات الحياتية وأساليب التواصل الفاعلة وقوة الشخصية وسمو النفس وعلو الهمة والتجرد من العلل النفسية الذميمة، بمجموعها كلها تمنح الفرد مفاتيح السعادة في الحياة والفلاح والنجاح في العمل، لذلك من الضـروري جدا زرع القيم في نفوس الطفل ومنحهم الثقة بأنفسهم.
هل يستقبل الطفل التربية؟
نعم بالتأكيد … فالطفل يمتلك رغبة جامحة للتعلم والاستكشاف، فهو فضولي بالطبع يريد أن يعرف ويكتشف ويجرب ويغامر ويخاطر.
إن ذكاء الطفل لا يقل عن ذكاء الكبار، بل أنه أسرع في التعلم والرصد والملاحظة، وأقدر على الحفظ وتسجيل المعلومات والمشاهدات، فهو يرصد ويتعلم من كل حركة وإشارة ولفتة أو إيماءة، فالطفل يتعلم الكلام واللغة والحركة والمشاعر وتصـرفات من خلال لغة الجسد التي يرصدها بدقة، ويتعلم الطفل السلوك والتصـرفات وتتشـرب في نفسه وسلوكه تدريجيا من خلال الملاحظة والمشاهدة، ولذلك إذا أردنا غرس قيم ومثل معينة في الطفل لابد من توفير القدوة العملية معززة بالقصص والحكايات التي تحرك خيال الطفل وتجعله يعيش في أجوائها وأحداثها، خصوصاً إذا كانت أحداثها تتسم بالغرابة، ولهذا دأب المختصون في أدب الطفل على صياغة القصص الخيالية والاسطورية لجعلها أكثر جاذبية، وجعلوا من القدوة المطلوبة بطلاً كي يقلده الطفل لا شعورياً وينقاد له بشكل كامل، وأوضح مثال على ذلك أدب الطفل في الولايات المتحدة الذي يركز على القصص الخيالية التي أبطالها خارقون، وذلك لفقر تراثهم وخلوه من الأبطال والحكايات التي يمكن التفاخر بها، لذلك اخترعوا سوبرمان وباتمان وسبايدر مان وغيرها، بينما يفيض التراث العراقي بألوف القصص الرائعة والحكايات الشيقة، ولا يخلوا العراق من الأبطال منذ 7000 سنة، فلا يوجد بلد ينجب أبطالاً مثل العراق، فتراثنا مليء بالقصص الرائعة التي تحتوي كل عوامل النجاح والتأثير وغنية بالعبر والقيم والمثل العليا، وقد قدم العراق للعالم خيرة الأبطال الذين مثلوا القمة في السمو والسلوك الإنساني والمبادئ الفاضلة، لكننا نحتاج إلى إعادة تقديم تراثنا وأبطالنا باسلوب معاصرة ومناسب للطفل.
لقد شرعت في تقديم كنوزنا الأدبية العظيمة للنشأ الجديد باسلوب مناسب ومشوق كمحاولة لردم الفجوة المعرفية بين الجيل الجديد والخزين المعرفي والأدبي الهائل لبلدنا، والاستفادة من ثرائنا الفكري والأدبي في بناء جيلنا الجديد من الأبطال، فالعراقي يولد بطلاً والأحداث هي التي تكشف بطولته.
قدمت سلسلة حكايات جدتي (10قصص) وحارسة الكتب وسركيس يزور البصرة وملحمة كلكامش، وكلها قصص رائعة تحتوي على كمية كبيرة من الحكم والعبر، التي تتسلل الى عقل الطفل وسلوكه بدون أن يشعر، ويكتسب من خلالها قيم إنسانية سامية، وقدرة ومهارات حياتية تجعله أكثر فاعلية واندفاع متعقل في الحياة.
لا بد من تفعيل تراثنا الأدبي الزاخر في بناء حاضرنا ومستقبلنا، وعدم إهمال هذه الكنوز الفكرية، فهي ثروة هائلة لا يملكها غيرنا.