تسعى الجمعية العراقية للبحوث والدراسات الطبية دوماً لتقديم كل ما هو مفيد ونافع للمجتمع، حيث تعمل على رصد الفجوات المعرفية والمشكلات الصحية التي يعاني منها المجتمع والأفراد، كما تحرص الجمعية من خلال ذراعها التثقيفي (مجلة سلامتك) على تقديم الحلول عبر نشـر الوعي والمعرفة بالمشاكل الصحية وسبل الوقاية منها والتخلص من آثارها.
وكي تعمَّ الفائدة، تحرص مجلة سلامتك على تقديم عرض متكامل لجميع جوانب المشكلة وطرق علاجها بإصدار عدد خاص عنها يكتبه أمهر الأطباء الاختصاص، خصوصاً بعد النجاح الواضح لهذه الطريقة، حيث لاقت الأعداد الخاصة بصحة المرأة وصحة الطفل والصحة النفسية وغيرها قبولا وثناءً كبيراً من القرّاء.
واستمرارا لهذا الدور التوعوي والمعرفي رصدت الجمعية مشكلة كبيرة ومهمة، وهي الزيادة الخطيرة في الإصابة بالأمراض الناتجة عن اضطرابات التغذية ، فبينما يعاني عشـرات الملايين من البشـر حول العالم من الجوع ومئات الملايين من نقص الغذاء يشكو أكثر من مليار انسان من الأمراض الناتجة عن السمنة والبدانة نتيجة الافراط في تناول الطعام!
وهذا ناتج عن عدة أسباب منها انتشار الظلم والأنانية والجشع وغياب العدالة الاجتماعية وفقدان الرحمة، وكذلك بسبب العادات الغذائية السيئة الناتجة عن الجهل والإهمال.
فلا يخفى على أحد أن نقص التغذية يسبب الكثير من الأمراض وقد يؤدي الى الوفاة، وكذلك الافراط في تناول الطعام لا يقل خطرا عن نقص التغذية، فالسمنة سبب رئيسـي لكثير من الأمراض مثل داء السكري وتصلب الشـرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والرئتين والعجز الكلوي والسـرطان وتلف المفاصل، وغيرها الكثير مما لا يمكن احصاؤه في مقالة واحدة، فردهات المستشفيات وأسرة الطوارئ والانعاش وصالات العمليات تغصُّ بالمرضى من ضحايا السمنة.
عزيزي القارئ إن كل ما توصل إليه الطب اليوم من تطور هائل واكتشافات وبحوث ودراسات لم يتجاوز جملة واحدة وردت عن رسول الله (ص) حينما قال: (المعدة بيت كل داء والحمية رأس كل دواء) صدق رسول الله صلى الله عليه وآله الصادق الأمين المبعوث رحمة للعالمين.