لماذا عدد خاص بالصحة النفسية؟

الاضطرابات النفسية تشكل عبء متزايد على المجتمعات حول العالم بشكل مضطرد كونها تؤدي الى عواقب وخيمة على الفرد والأسرة والمجتمع.

فالمصاب بمرض نفسـي أو عقلي سيفقد القدرة على الحياة بفاعلية، وسيعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية، ويتحول الى عالةٍ على غيره، فتتعثر حياة الأسرة، ويزداد عجز المجتمع وخموله وركوده، وبالتالي تفاقم الأزمات في المجتمع.

تقدر الدراسات أن 10-25% من أفراد المجتمع يعانون من مشاكل نفسية وعقلية، وتتفاوت هذه النسبة من مجتمع الى آخر، حيث تشير بيانات منظمة الصحة العالمية الى وجود أكثر من 400 مليون شخص في العالم يعاني من الكآبة، و60 مليون أخرون يعانون من اضطرابات المزاج والهوس، وكذلك يوجد أكثر من 20 مليون مصاب بالفصام، فضلاً عن 35 مليون مصاب بالخرف، و80 مليون مصاب بالتوحد.

حقيقة هذه الأرقام مخيفة خصوصاً إذا علمنا أن 85% من المصابين في البلدان النامية لا يتلقون أي علاج.

إن ما تمر به بلداننا العربية من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية ناتجة عن الحروب والإرهاب والتطرف والفقر وعدم الاستقرار وغياب الأمن وفقدان العدالة كلها تؤثر بشكل سلبي في الحالة النفسية والعقلية للمواطن فيكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والعقلية في ظل غياب الرعاية النفسية بحدها الأدنى.

لكل ما سبق صار لزاما علينا في الجمعية العراقية للبحوث والدراسات الطبية أن نتصدى للعمل على زيادة الوعي لدى المجتمع بهذه المشاكل كي يتمكن المصاب من طلب المساعدة بشكل مبكر وإنقاذ المصابين من حالة التخبط والضياع واعادتهم الى الحياة الكريمة والمنتجة والفاعلة.

ولابد من تقديم الشكر للدكتور جمال عبد الزهرة المحمداوي اختصاصي الطب النفسـي الذي كان له الدور الفاعل في مساعدتنا في اخراج هذا العدد الفريد من مجلة سلامتك الخاص بالصحة النفسية بهذا المضمون الغني بالعلم والمعرفة من خلال التبويب والمراجعة والتدقيق، ولا ننسـى دور الدكتور عقيل الصباغ والدكتور عماد عبد الرزاق والدكتور حميد سراج لما قدموه من مساعدة ودعم، وكذلك الدور المتميز لمدير التحرير الصحفي المخضـرم سعدي السند في التواصل مع كتاب المقالات، فكل الشكر والامتنان لهم ومن قبلهم الشكر لله تعالى على توفيقاته وألطافه التي تحفنا من كل جانب.


المقال الافتتاحي للعد الثالث عشر من مجلة (سلامتك). لتصفح نسخة الكترونية من هذا العدد اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى