لماذا اليوم العالمي للّغة العربية؟

لماذا اليوم العالمي للّغة العربية؟

بقلم: الدكتور ضرغام الأجودي

عضو الاتحاد الدولي للّغة العربية

الحديث عن اللّغة العربية له بدايات لا تعد وليس له نهايات، لسعتها وعظمتها وتميّزها وتفردها من بين اللّغات، لكننا اليوم سنتحدث عن مناسبة يومها العالمي والتي يعود أصلها إلى اعتماد اللّغة العربية لغة رسمية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثامن عشر من كانون الأول عام 1973م.

وبمناسبة اليوم العالمي للّغة الأم قامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بتأسيس المجلس الدولي للّغة العربية عام 2008م واختارت بيروت مقراً له والذي أقام المؤتمر الدولي الأول للّغة العربية عام 2012م بعنوان (العربية لغة عالمية: مسؤولية الفرد والمجتمع والدولة) وناقش المؤتمر وثيقة مهمة تتعلق بالتحديات التي تواجه اللّغة العربية وسميت هذه الوثيقة (وثيقة بيروت) التي تضمنت عشرين بنداً وكان البند رقم 18 بعنوان اليوم العالمي للّغة العربية وقد تبنت اليونسكو ذلك البند بطلب من المجموعة العربية وتم اختيار اليوم الثامن عشر من كانون الأول من كل عام يوماً عالمياً للاحتفال باللّغة العربية تيمناً بذكرى اعتمادها كلغة رسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة من بين ست لغات فقط من اصل 6000 لغة في العالم.

ونحن العرب والمسلمون يفترض أننا نعرف أهمية اللّغة العربية بصفتها لغة القرآن الكريم ونقدّسها كونها لغة الطقوس والعبادات الإسلامية، لكن لماذا تهتم الأمم المتحدة واليونسكو باللّغة العربية؟ إنها محل اهتمامهم لأسباب كثيرة منها:

  • كلغة أم يتحدث بها نصف مليار إنسان تقريباً فهي الرابعة بعد اللّغة الإنكليزية والصينية والهندية.
  • هي الثالثة عالمياً في عدد الدول التي تعتبرها لغة رسمية فهي لغة رسمية في 27 دولة، عشرون منها عربية.
  • هي اللّغة الأم للسكان الأصليين في 66 دولة حول العالم.
  • هي اللّغة الرابعة عالمياً في عدد مستخدمي الشبكة العنكبوتية.
  • هي لغة الدين الإسلامي وكذلك لغة الطقوس الشعائرية للعديد من الكنائس المسيحية الشرقية.
  • هي اللّغة الثانية عالمياً في طلب تعلمها من قبل غير الناطقين بها الآن وفي المستقبل حسب تقرير المجلس الثقافي البريطاني.
  • هي اللّغة الثانية عالمياً في جني الأرباح من النشاطات المتعلقة باللغات.
  • هي اللّغة الأكثر تأثيراً على اللغات الأخرى فهي تمثل أكثر من 30% من مفردات 30 لغة أخرى.
  • هي اللّغة الثانية في فرنسا وأستراليا وكوريا الجنوبية والأرجنتين وتشاد ومالي وإيران والثالثة في أغلب دول أوربا.
  • هي اللّغة الأقدم من بين اللغات الواسعة الانتشار حالياً والأقدر على الخلود ففي كل أسبوع تنقرض لغة من بين اللّغات الـ 6000 الموجودة في العالم.
  • هي لغة ثرية في عدد الكلمات والمفردات فهي تمتلك 12,3 مليون كلمة بينما تمتلك اللّغة الإنكليزية 600 ألف كلمة والفرنسية 150 ألف كلمة والروسية 130 ألف كلمة فقط.
  • لها القابلية على استيعاب كل متطلبات البشر أكثر من بقية اللّغات من دون منافس.

لكنها تعاني من أمرين هما: جهل أبنائها بعظمتها وضعف وتخلف مناهج تدريسها للناطقين بها وللمتعلمين لها، لذلك نحتاج نهضة في تحديث مناهج تدريسها ولكل المراحل لتواكب التطور الحاصل في العالم في تعليم اللغات.


ألقيت هذه الكلمة في احتفالية اليوم العالمي للغة العربية في المكتبة المركزية العامة في البصرة يوم السبت 18/12/2021م

زر الذهاب إلى الأعلى