يقول المنصفون أن المرأة نصف المجتمع، لكنني أقول إنها كل المجتمع، في الأقل من وجهة نظر طبية، فلا يوجد إنسان ذكراً كان أو أنثى لم يخلق وينمُ في رحم امرأة لتلده بعد شهور من الحمل، فلا يجد له غذاء غير حليبها، ولا سبيل للبقاء والحياة دون رعايتها له.
وقيل في الحكمة أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، فالأم التي تنعم بالعافية والصحة النفسية والجسدية ستنعم أسرتها بالصحة والعافية والسعادة أيضا، ولا يخالف هذه القاعدة إلا ما ندر، أما الأم المريضة ستكون أسرتها ضعيفة وهشة وربما تتفكك الأسرة وتضمحل فيعيش افرادها الهم والبؤس، فالمرأة السعيدة ينبوع ينشر السعادة لمن حوله.
ولك عزيزي القارئ أن تتخيل العالم بدون المرأة كيف سيكون الجنس البشري! سيكون عبارة عن قطعان من البشر المتوحشين والقساة، ولن تجد للحضارة من أثر لعدم وجود الأسرة وبالتالي عدم وجود المجتمعات، لكن الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون المرأة مصدراً للسكينة والوئام والعطف واللطف والحب والحنان في هذا العالم.
والمرأة بطبيعة تكوينها الجسدي والنفسي وفسلجة أعضائها خصوصاً في سن الانجاب تحتاج إلى رعاية صحية وطبية بشكل خاص ومتكرر، لذلك قررت هيئة تحرير مجلة سلامتك أن تصدر عدداً خاصاً بصحة المرأة، وشجعنا على ذلك دعم الدكتورة ريتا كولومبيا والدكتور سيد قاسم ساخيبوفرج والدكتور حسنين هادي من صندوق الأمم المتحدة للسكان الذي وفر تكاليف طباعة هذا العدد من المجلة ليوزع على نطاق واسع في العراق من الشمال إلى الجنوب.
وكان للسيد مدير التحرير الصحفي القدير سعدي السند والدكتور باسم عبد الكريم العبادي دور مهم وبارز في إخراج هذا العدد إلى النور من خلال استقطاب 45 طبيباً من القامات العلمية للكتابة فيه، حيث ضم هذا العدد 68 صفحة تضمنت 54 مقالة كل واحدة منها تمثل موضوعاً طبياً وصحياً ذا أهمية للمرأة والأسرة، وحرصنا على أن المقالة رصينة علمياً وفي نفس الوقت واضحة وسهلة الاستيعاب والفهم للقارئ وتضم كل ما تحتاج إليه المرأة دون إطناب أو إسهاب ممل، وهنا تبرز حذاقة المحرر في تكييف المقالات العلمية لتكون نصوصاً أدبية سلسلة وممتعة في القراءة وعظيمة في الأثر.
فنشكر الله عز وجل على توفيقه لنا لإخراج هذا العدد ليكون صدقة جارية خالصة لوجهه ونشكر أيضاً كل من ساهم في هذا العدد المميز.
لتصفح هذا العدد الخاص بالمرأة من مجلة (سلامتك): اضغط هنا